Written by 3:41 م الشيخ سكيرج

نسبه

أسرة سكيرج المغربية تعود بأصولها إلى الأندلس، إذ هاجرت واستقرت في المغرب منذ القرن العاشر الهجري. تسمّت العائلة نسبةً إلى منطقة “شكيرج” قرب غرناطة، ويعود أصل الاسم إلى جبل بارد يتراكم عليه الثلج طوال العام. انتشرت الأسرة في مدن مغربية كالرباط وفاس، وبرزت بتوليها مناصب مرموقة وثقة سلاطين المغرب، مثل إدارة الزوايا الدينية المهمة.

نسب العائلة يمتدّ إلى بني الأنصار وقبيلة الخزرج، ويصل تحديدًا إلى الصحابي الجليل حسان بن ثابت، شاعر الرسول. يُذكر أن سيدنا حسان اعتنق الإسلام بعد تأثره بهيبة النبي، وكرّمه الرسول، فأصبح مدافعًا عنه بالشعر. توارثت أسرة سكيرج هذا المجد ونبغت في العلم والأدب، وتفخر بانتمائها العربي العريق وارتباطها الوثيق بالتاريخ الإسلامي.

أنجبت الأسرة السكيرجية على مر العصور علماء بارزين، عارفين بالله، أدباء، ومؤرخين، منهم أربعة أعلام يبرهنون على أصالة وعمق هذا البيت. أولهم الشاعر الكاتب (الوزير)، الذي جسد المثل النبيل والشخصية الماجدة، الأديب محمد بن الطيب، كاتب السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي. 

ثم يأتي المهندس الزبير بن عبد الوهاب، الذي درس العلوم الحديثة في إنجلترا وعاد لخدمة وطنه المغرب بتولي مناصب دبلوماسية وعسكرية هامة، حيث ساهم في إنشاء وتطوير عدة مشاريع وطنية. أما العلامة عبد السلام بن أحمد، المؤرخ الفقيه، فقد خلّد تاريخ تطوان بكتابه الفريد الذي جمع فيه تاريخ وأعلام المدينة.

يُضاف إلى هذا المجد العائلي، دور المكّي بن البرنوسي سكيرج في قيادة الجيش المغربي بعد هزيمة تطوان، حيث كلفه بذلك المولى محمد بن عبد الرحمن العلوي حينما رأى ما آلت إليه حالة المغرب المتدهور إثر انهزامه أمام الجيش الإسباني في تلك الحرب المشؤومة، ليبقى ذكر هذه الأسرة متوارثاً مع دعاء النبي لهم بالحماية والنجاة، ما أضفى على الأسرة بركة نبوية عزيزة، توارثها أبناؤها بفخر.

وفي هذا الصدد، لا بأس بذكر هذه المنقبة التي يحق للأسرة السكيرجية الفرح والسرور بها، وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وقد نقل ذلك العلامة سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج في كتابه تنبيه الإخوان في معرض حديثه عمن أكرمه الله وأنه لا تحجير لفضله، قال: والسيدة رقية بنت أخينا من الأم سيدي محمدٍ (اللبان) سكيرج رأت المصطفى صلى الله عليه وسلم وطلبت منه الدعاء فدعا لها. وقال: اللهم نجها ونج عزوة أولاد سكيرج جميعاً. وقال لها قولي: محمد سباني. الله. الله. محمد ضيا عياني. الله. الله. فصارت تقول ذلك إلى أن أفاقت من نومها. إلخ.. فنحمد الله على شمول دعائه لنا عليه السلام ونشكر الله تعالى على اعتنائه بنا. إهـ .. من كتاب تنبيه الإخوان.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
Close